صمود المدينة في مواجهة التدمير الممنهج

مصدر المعلومات: بلدية طولكرم

لم تسلم طولكرم من الأهوال التي اجتاحت الضفة الغربية؛ بل أصبحت خطًا أماميًا من خطوط مواجهة العدوان الإسرائيلي. إن ما يجري هنا يحاكي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أن العقلية التدميرية نفسها التي تدمر هناك، تأخذ قرار حصار المدينة وتدميرها، وهو ما أسفر عن استشهاد العشرات من المواطنين وإصابة المئات بجروح مختلفة، إلى جانب التدمير المنهجي الذي يشنه الاحتلال على البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة بهدف الضغط على المواطنين وتعطيل عمل البلدية كمؤسسة خدماتية.  

ومنذ اليوم الأول للحرب على غزة ومدن الضفة، ارتقت بلدية طولكرم إلى مستوى الحدث وأعلنت حالة الطوارئ القصوى، موجهة كل إمكاناتها لتمكين شعبنا من الصمود وتخفيف معاناته، لا سيما في ظل الحصار الخانق الذي تتعرض له المدينة، حيث شهدت أكثر من 22 اقتحامًا وحُوصرت بالحواجز المغلقة. هذا الحصار الشامل يهدف إلى خنق المدينة اقتصاديًا ومنع أهلها من التواصل مع ذويهم في الداخل المحتل. كما طالت يد الاحتلال أراضي المدينة الزراعية، مجرفًا عشرات الدونمات المحاذية للجدار العنصري، ما تسبب بخسائر فادحة للمزارعين. بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق المعبر التجاري ما حرم آلاف العمال من الوصول إلى أماكن عملهم وألحق الضرر بآلاف الأسر.

وفي مواجهة هذه التحديات الجسام، بادرت بلدية طولكرم، بتوجيهات من مجلسها البلدي، بتسخير كافة إمكاناتها لتخفيف الأعباء عن كاهل مواطنيها. ولمواجهة الاستهداف المتكرر للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، سارعت البلدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة. وقد قدرت الخسائر المادية الناجمة عن العدوان الأخير، خاصة في مخيم نور شمس، بحوالي 15 مليون شيكل، شملت تدمير مولدات الطاقة والمحولات وشبكات المياه والصرف الصحي، فضلاً عن الأراضي الزراعية والممتلكات الخاصة والعامة. ويتعمد الاحتلال ذلك ليس فقط سعيًا لتمدير الممتلكات، وإنما محاولة ممنهجة لخلق أزمة إنسانية تدفع المواطنين إلى مغادرة منازلهم من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم. إن قطع المياه عن المنازل والمدارس والمستشفيات، وتخريب الشوارع والطرق، وتدمير شبكات الكهرباء والاتصالات، كل ذلك يؤثر سلبًا على حياة المواطنين اليومية، ويؤدي إلى تفاقم معاناتهم. 

دور البلدية في إصلاح أضرار البنية التحتية الناجمة عن الاقتحامات الاسرائيلية

أضرار شبكة الكهرباء


استهدفت القوات الإسرائيلية بشكل متعمد شبكة الكهرباء في طولكرم، التي كانت تعاني أصلًا من ضغوط كبيرة. فما أن أعلن مجلس الوزراء انتهاء الأزمة الكهربائية في المحافظة خلال حفل افتتاح وتشغيل خط ربط محطة كهرباء طولكرم بمحطة صرة في تموز 2024، حتى عادت الأزمة لتتفاقم بشكل مأساوي. فقد تسبب العدوان الإسرائيلي في انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل والمؤسسات وهو ما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث عطل الأعمال التجارية، وأعاق الخدمات الأساسية، وفاقم من معاناة المرضى وكبار السن. كما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة، لا سيما في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء.

ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها بلدية طولكرم بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة. فبالإضافة إلى التكلفة الباهظة لإصلاح الشبكة التي تقدر بحوالي 1,366,420 دولار، فإن السياسات الإسرائيلية تُشكل عائقًا أمام جهود البلدية وإجراءاتها الساعية للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين والاستجابة لاحتياجاتهم المستجدة.

أضرار شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي


تكرر سيناريو الدمار في طولكرم مرارًا، خاصة في مخيمات طولكرم ونور شمس، حيث عاثت جرافات الاحتلال فسادًا في البنية التحتية، حافرةً في عمق نصف متر تحت سطح الشوارع، متسببةً بتدمير شامل لشبكات المياه والصرف الصحي في 12 موقعًا على الأقل. هذا التدمير أدى إلى كارثة إنسانية، تتمثل بانقطاع المياه عن السكان، واختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه العادمة، وتدفق الأخيرة في الشوارع والمنازل، مما خلق بؤرًا للعدوى والأمراض. وقد تفاقمت هذه الأزمة مع هطول الأمطار، حيث أدت الفيضانات إلى انتشار أوسع للمياه الملوثة، مما شكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة. وتقدر الخسائر الأولية الناجمة عن هذا التدمير في المحافظة 901,000 دولار أمريكي في شبكة المياه، و2,769,900 دولار في شبكة الصرف الصحي، وكذلك 513,000 دولار في الصحة العامة والبيئة.

استدعت هذه الممارسات والانتهاكات من بلدية طولكرم بذل جهود مضنية على مدار ساعات وأيام لإصلاح شبكات المياه الرئيسية، وضمان وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين، وترميم أنابيب الصرف الصحي للحد من الآثار الصحية والبيئية السلبية. ولكن ما أن تنجح البلدية في ترميم هذه الشبكات، حتى يعاود الاحتلال تدميرها مجددًا في كل اقتحام. ففي مخيم نور شمس على سبيل المثال، لم تكد طواقم البلدية تنهي إصلاح شبكات المياه الرئيسية وتأمينها بعد الاقتحام الأخير، حتى عاد الاحتلال وعاث فيها الخراب مرة أخرى.

أضرار الممتلكات الخاصة والعامة


طالما عملت بلدية طولكرم على تحسين المظهر الحضري للمحافظة، من خلال تعبيد الشوارع وزراعة الأشجار وتطوير البنية التحتية، ليس فقط في المدينة وإنما أيضًا في المخيمات، إلا أن جرافات الاحتلال حوّلت المنطقة إلى ساحة حرب. وها هنا، تواجه البلدية تحديًا كبيرًا يتمثل في إزالة آثار الدمار وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل تسهيل حياة المواطنين. ففي مخيم طولكرم، على سبيل المثال، خلف أحد الاقتحامات الإسرائيلية دمارًا واسع النطاق، حيث دُمِّرت 160 سيارة و200 محلًا تجاريًا، وهدُم 52 منزًلًا، وتضرر جزئيًا 1979 منزلًا، وقدرت الأضرار التي لحقت مخيم طولكرم وحده 14 مليون شيقل.

عملت طواقم بلدية طولكرم جاهدة على إعادة تأهيل أجزاء كبيرة من شوارع المحافظة التي دمرها العدوان. ونظرًا للضرر الشديد والمتكرر، اضطرت البلدية إلى استخدام مادة "الكركار" كحل مؤقت لتسهيل حركة المرور في الشوارع التي لا تسمح حالتها بالتعبيد في الوقت الراهن. وقد بلغت التكاليف الأولية لإصلاح هذه الأضرار حوالي 5.16 مليون دولار أمريكي. كما عملت الطواقم على إزالة الأنقاض والركام فور انسحاب قوات الاحتلال، حيث تم التركيز على إعادة فتح الطرقات وإصلاح شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، لا سيما في مخيمي طولكرم ونور شمس.

وفي إطار جهودها للتخفيف من معاناة المواطنين، نفذت بلدية طولكرم، من خلال وحدة المشاركة المجتمعية، سلسلة من الأنشطة الإغاثية والإنسانية استهدفت عشرات العائلات التي أجبرها الاحتلال على ترك منازلها، بما يشمل توفير مساعدات مالية لشحن عدادات الكهرباء، وتوزيع كوبونات شحن للمياه والكهرباء، بالإضافة إلى توزيع مئات الطرود الغذائية ولحوم الأضاحي. وقد ساهم المتطوعون بشكل فعال مع طواقم البلدية في تخفيف معاناة الأهالي، لا سيما المرضى الذين يحتاجون إلى الكهرباء بشكل مستمر، مثل مرضى الجهاز التنفسي والقلب.

لم يؤد التدمير الممنهج الذي يهدف إلى إضعاف البنية التحتية للمدينة ومواطنيها إلا إلى تعزيز عزيمتهم؛ حيث تواصل بلدية طولكرم قيادة الجهود الرامية إلى استعادة الحياة الطبيعية ودعم مواطنيها، وإظهار الصمود والمرونة في مواجهة كل طارئ، ويعكس ذلك التزام البلدية بالحفاظ على كرامة ورفاهية المجتمع، وضمان استدامة العمل البلدي خدمةً للمواطنين. 

الخسائر التي طالت مدينة طولكرم
تكلفة إصلاح شبكة الكهرباء
1,366,420 $
تكلفة إصلاح شبكة الكهرباء
خسائر في شبكة المياه
901,000 $
خسائر في شبكة المياه
خسائر في شبكة الصرف الصحي
2,769,900 $
خسائر في شبكة الصرف الصحي
خسائر في الصحة العامة والبيئة
513,000 $
خسائر في الصحة العامة والبيئة
منزل مأهول وغير مأهول مدمّر
312+
منزل مأهول وغير مأهول مدمّر
شخص مهجر
1805 +
شخص مهجر
شخص تأثر بفعل العدوان
232450
شخص تأثر بفعل العدوان

دور البلدية في إصلاح الأضرار الناجمة عن الاقتحامات الاسرائيلية



عملت طواقم بلدية طولكرم جاهدة على إعادة تأهيل أجزاء كبيرة من شوارع المحافظة التي دمرها العدوان. ونظرًا للضرر الشديد والمتكرر، اضطرت البلدية إلى استخدام مادة "الكركار" كحل مؤقت لتسهيل حركة المرور في الشوارع التي لا تسمح حالتها بالتعبيد في الوقت الراهن. وقد بلغت التكاليف الأولية لإصلاح هذه الأضرار حوالي 5.16 مليون دولار أمريكي. كما عملت الطواقم على إزالة الأنقاض والركام فور انسحاب قوات الاحتلال، حيث تم التركيز على إعادة فتح الطرقات وإصلاح شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، لا سيما في مخيمي طولكرم ونور شمس.

وفي إطار جهودها للتخفيف من معاناة المواطنين، نفذت بلدية طولكرم، من خلال وحدة المشاركة المجتمعية، سلسلة من الأنشطة الإغاثية والإنسانية استهدفت عشرات العائلات التي أجبرها الاحتلال على ترك منازلها، بما يشمل توفير مساعدات مالية لشحن عدادات الكهرباء، وتوزيع كوبونات شحن للمياه والكهرباء، بالإضافة إلى توزيع مئات الطرود الغذائية ولحوم الأضاحي. وقد ساهم المتطوعون بشكل فعال مع طواقم البلدية في تخفيف معاناة الأهالي، لا سيما المرضى الذين يحتاجون إلى الكهرباء بشكل مستمر، مثل مرضى الجهاز التنفسي والقلب.

لم يؤد التدمير الممنهج الذي يهدف إلى إضعاف البنية التحتية للمدينة ومواطنيها إلا إلى تعزيز عزيمتهم؛ حيث تواصل بلدية طولكرم قيادة الجهود الرامية إلى استعادة الحياة الطبيعية ودعم مواطنيها، وإظهار الصمود والمرونة في مواجهة كل طارئ، ويعكس ذلك التزام البلدية بالحفاظ على كرامة ورفاهية المجتمع، وضمان استدامة العمل البلدي خدمةً للمواطنين.