من تداعيات الحرب إلى التضامن الدولي: بلدية أريحا تقود جهودًا حثيثة
إعداد: بلدية أريحا
لم تُستثنَّ مدينة أريحا من أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من السابع من أكتوبر، نتيجة لتأثر اقتصاد المدينة الذي يعتمد بشكل أساسي على قطاعي الزراعة والسياحة، وتأخر صرف رواتب الموظفين الحكوميين القاطنين في أريحا. أضف إلى ذلك ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المباشرة داخل المدينة والمتمثلة في الإغلاقات التي تفرضها القوات الإسرائيلية على المواطنين، والاقتحامات والاعتقالات وهدم البيوت، وحتى اعتداءات المستوطنين على الطرق الخارجية التي بدورها تؤثر على حياة المواطنين.
ألحقت الأحداث الأخيرة أضرارًا بالغة ببلدية أريحا، حيث تعثرت جهودها في تطوير البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين بسبب الحصار المفروض على المحافظة بأكملها. توقفت مشاريع حيوية مثل تعبيد الطرق وإعادة تأهيل الشوارع، كما وعجزت البلدية عن تأمين اللوازم الضرورية لتشغيل مرافقها وتقديم الخدمات اليومية، ما أدى إلى عن انخفاض إيرادات البلدية بنسبة 67% خلال شهر أكتوبر من العام 2023 مقارنة في الشهر ذاته من العام 2022، الأمر الذي عرقل عديد من الخدمات البلدية، كجمع النفايات وصيانة الشوارع، إلى جانب قدرة البلدية على دفع رواتب موظفيها.
في ظل ظروف بالغة التعقيد وشحّ الإمكانيات، برزت جهود البلدية في تنفيذ مجموعة من الإجراءات والقرارات ذات العلاقة بدورها السياسي والوطني تجاه حرب الإبادة على غزة من جانب، ودورها في تخفيف التداعيات الاقتصادية والاجتماعية من جانب آخر.
الدور السياسي والوطني
وجهّت بلدية أريحا عددًا من البيانات السياسيّة والنداءات العاجلة للمدن الشريكة والمتوأمة والصديقة، بهدف فضح جرائم الاحتلال وممارساته التي تشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، كما وأطلقت لقاءات افتراضية على المستويين الرسمي والشعبي لكشف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والحجم الحقيقي للانتهاكات التي تمارس في كافة القطاعات.
وفي خطوة رمزية مؤثرة، أرسلت بلدية أريحا وفدًا من أطفال الأسرى والشهداء إلى دولة فرنسا للمشاركة في مخيم صيفي، حاملين معهم قصصًا مؤثرة وملهمة عن معاناة الشعب الفلسطيني، وذلك في محاولة لإيقاظ الضمائر العالمية ونصرة قضيتهم العادلة.
وفي بادرة شكر وتقدير لدعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، أطلقت بلدية أريحا اسم "جنوب إفريقيا" على أحد الميادين وسط المدينة، ورفعت علم جنوب أفريقيا على مبناها، وذلك بعد الدور البارز الذي لعبته في محكمة العدل الدولية برفعها دعوى على إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. كما قامت بتوزيع أعلام جنوب أفريقيا على المؤسسات المحلية وسائقي السيارات بعد انعقاد الجلسة الأولى من الدعوى القضائية لتعريف سكان المدينة بالدور الذي تؤديه دولة جنوب أفريقيا في دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. وفي خطوة مماثلة، تم رفع أعلام الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين، تقديرًا لمواقفها الداعمة لحقوق شعبنا. وأيضًا فقد قررت البلدية أريحا تخليد ذكرى المناضل آرون بوشنيل بتسمية شارع من شوارع المدينة باسمه، وهو طيار وضابط في الجيش الأمريكي أحرق نفسه احتجاجًا على السياسة الأمريكية ودعمهم غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني.
كانت بلدية أريحا في طليعة المؤسسات التي قدمت كل أشكال الدعم والعون لأكثر من ألفي عامل غزيّ، وتضامنت معهم، وأوقفت البلدية التعامل مع منتجات الاحتلال أو أي منتجات أخرى تصدر عن جهات تدعمه. كما ونظمت سلسلة من الفعاليات للتعبير عن تضامنها مع غزة، حيث أقامت البلدية خيمة عزاء وسط المدينة تضامنًا مع أهالي ضحايا مجزرة المستشفى المعمداني بحضور رسمي وشعبي واسع، إلى جانب تنظيم عدة مسيرات ووقفات تضامنية.
دور البلدية في تخفيف تداعيات الحرب على المواطنين
ساهمت البلدية بشكل فعال في تخفيف التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب على المواطنين، من خلال مجموعة من المبادرات المستجيبة للظروف الراهنة:
1. تسهيل المعاناة الناجمة عن الإغلاقات: في إطار استعدادها لحالات الطوارئ، نظمت البلدية سلسلة من اللقاءات مع المؤسسات المحلية لمناقشة الآثار المترتبة على إغلاق المدينة، لا سيما فيما يتعلق بالمواطنين العالقين في أريحا. وقد أسفرت هذه اللقاءات عن اتخاذ عدة إجراءات، من بينها شراء حمامات متنقلة لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين خلال فترات الانتظار الطويلة على الحواجز.
2. خصومات تشجيعية للمواطنين: حرصًا على تقديم التسهيلات للمواطنين، أعلنت بلدية أريحا عن تمديد الفترة الزمنية للاستفادة من الخصومات التشجيعية بنسبة 20% على الديون المستحقة للمواطنين لمدة ثلاثة أشهر إضافية، وذلك حتى نهاية شهر نيسان 2024
3. تطبيقات الهاتف النقال: عملت بلدية أريحا على استحداث تطبيقات ذكية للهواتف النقالة تتيح للمواطنين، وخاصة المقيمين خارج المدينة، الحصول على جميع خدمات البلدية بكل سهولة ويسر، دون الحاجة إلى زيارة مقر البلدية. كما يمكنهم من خلال التطبيق تقديم طلباتهم وشكاواهم واستفساراتهم حول الرسوم والديون أو أية خدمات أخرى، وسيتم إطلاق التطبيق قريبًا.
4. خاصية التجوال الافتراضي: أثرت بلدية أريحا تجربة زيارة المدينة من خلال إضافة خاصية التجول الافتراضي على موقعها الرسمي، مما يتيح للزوار استكشاف معالم أريحا السياحية والأثرية بشكل تفاعلي من أي مكان في العالم، وتعزيز مكانة المدينة كوجهة سياحية عالمية.