إجراءات بلدية بيت لحم في الحد من آثار العدوان الإسرائيلي

 إعداد: بلدية بيت لحم

بيت لحم، أرضٌ شهدت أولَ أبجديات السلام. لكن، لطالما حجب العدوان على فلسطين المستمر منذ عقود، نور السلام عن هذه المدينة. ومنذ السابع من أكتوبر، وضعتها حرب الإبادة على الفلسطينيين في مواجهة نذر العدوان المتصاعد، حيث تفاقم الوضع بسبب تزايد وتيرة التوغلات العسكرية والإغلاق المستمر لنقاط الدخول والخروج من المحافظة، وحملات الاعتقالات الواسعة، والاعتداءات المتكررة على كافة حقوق المواطنين. 

ومنذ أن بدأت هذه الحرب الضارية، واجهت مدينة بيت لحم تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة للقيود المفروضة على حركة البضائع وغلاء الأسعار وارتفاع عدد العاطلين عن العمل بفعل توقف عجلة السياحة التي لم تتوقف عن الدوران طيلة الأعوام فيما مضى. تكبد هذا القطاع خسائر تقدر بالملايين وأودى بالأنشطة التجارية المُعتمدة عليه؛ فقد بلغ عدد من تعطل عن العمل من العاملين في المنشآت السياحية من مطاعم وفنادق ومكاتب سياحية ومشاغل الحرف التقليدية والأدلاء السياحيين حوالي 7 آلاف شخص، في حين تأثر ضِعف هذا العدد – من مزودي الخدمات مثل المخابز ومحال الخضار واللحوم – من تداعيات ركود وانكماش القطاع السياحي. إلا أن البلدية تواصل جهودها لتعزيز البنية التحتية في المدينة عبر استكمال مشاريع صيانة الطرق الحيوية لضمان استمرار حركة المواطنين والبضائع وبالتالي ضمان بيئة معيشية مستدامة لسكان بيت لحم.

منشأة مدمرة
10
منشأة مدمرة
شخص مهجر
6
شخص مهجر
شخص تأثر بفعل العدوان
24
شخص تأثر بفعل العدوان

الإجراءات المنفذة :


واستجابة لهذه الظروف الصعبة، وانسجامًا مع التزام بلدية بيت لحم اتجاه تعزيز صمود المواطنين على أرضهم وإعمال حقهم في العيش الرشيد، اتخذت البلدية عدة إجراءات طارئة تهدف إلى ضمان تقديم الخدمات الأساسية دون انقطاع، والاستجابة لاحتياجات المواطنين، وتعزيز قضاياهم العادلة. وشملت هذه الإجراءات تشكيل لجنة إدارة أزمات مكلفة بتنسيق الجهود وتقديم استجابة فورية وفعالة للتحديات التي تواجه البلدية من جانب، والاحتياجات المستجدة للمواطنين من جانب آخر، حيث كان دعم المواطنين المتضررين عبر تقديم المساعدات الإنسانية وتنظيم حملات التوعية بالتعاون مع المجتمع المحلي عنصرًا أساسيًا من استجابة البلدية.

 وأيضًا، نفذت بلدية بيت لحم مجموعة من التدابير لتقديم تسهيلات مالية وخصومات تشجيعية، شمل ذلك منح خصومات بنسبة 20٪ على بعض رسوم البلدية، وخصومات بنسبة 15٪ على قيمة إيجارات عقارات البلدية للعام 2024، ومنح تسهيلات على عملية الدفع عبر السماح بالتقسيط على دفعات شهرية، إلى جانب التواصل مع الجهات ذات العلاقة من أجل منح تخفيض على رسوم اللافتات الإعلانية.

وفي إطار الأزمة المالية المتفاقمة، اتخذت البلدية مجموعة من الإجراءات لضمان استمرارية الخدمات المقدمة للمواطنين، عبر اعتماد سياسة التدوير الوظيفي لتلبية احتياجاتها من الكوادر البشرية المؤهلة، وترشيد نفقاتها ومصاريفها التشغيلية ووقف أية أعمال إضافية، وضمان تركيز هذه النفقات على القضايا ذات الأولوية لا سيما ذات العلاقة بتقديم الصيانة اللازمة للمدارس والمؤسسات التعليمية لضمان استمرار عملية التعليم للطلبة.

حشد الدعم والتأييد الدّولي:


وعلى الصعيد الدولي، عملت البلدية على رفع الوعي بين المدن الشقيقة والتوأمة حول العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية. وبالتوازي مع ذلك، تواصلت البلدية مع البعثات الدبلوماسية للتشديد على ضرورة التدخل الدولي لوقف العدوان. وفي خطوة رمزية للتعبير عن التضامن، رفعت البلدية علم جنوب إفريقيا على مبناها، تقديرًا لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية. وعلاوة على ذلك، شاركت البلدية المؤسسات المحلية والفصائل الوطنية في الوقفات الاحتجاجية المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة.

حماية الإرث الثقافي:


حماية الإرث الثقافي والديني لمدينة بيت لحم يمثل أولوية قصوى لدى البلدية، التي تواصل جهودها الحثيثة لترميم وحماية المواقع الأثرية والسياحية، وعلى رأسها كنيسة المهد، ليس فقط بهدف حماية هذه المعالم التاريخية، بل أيضًا للحفاظ على جاذبية بيت لحم كوجهة سياحية عالمية، بالتالي المساهمة في تعافي الاقتصاد المحلي بعد انتهاء العدوان.

 إن النهج الشامل الذي تتبناه بلدية بيت لحم في معالجة آثار العدوان الإسرائيلي يؤكد على تفانيها في دعم مواطنيها، والحفاظ على التراث الثقافي والديني الغني للمدينة، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية خلال هذه الأوقات العصيبة. وتعكس التدابير الاستباقية التي تتخذها البلدية والجهود المنسقة مع الشركاء المحليين والدوليين التزامها بحماية قدرة الصمود وكرامة مواطني بيت لحم، وضمان قدرة المدينة على الصمود والتعافي من الصعوبات التي يفرضها الاحتلال المستمر.