مبادرات بلدية طوباس ضد العدوان الإسرائيلي الممنهج

إعداد: بلدية طوباس

تواجه مدينة طوباس تحديات وجودية متعددة، وتتعرض مدينة طوباس لحملة ممنهجة تستهدف تدمير نسيجها الاجتماعي والاقتصادي، بدءًا من التدمير الممنهج لبنيتها التحتية وانتهاءً بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تفاقمت جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. وتتعرض الأغوار الشمالية، التي تشكل رئة طوباس الاقتصادية، لسياسات استيطانية عنصرية تهدف إلى تهجير سكانها ومصادرة أراضيهم. 

ولقد جلبت الأشهر الأخيرة صعوبات غير مسبوقة لبلدية طوباس، إلا أنها برزت كركيزة أساسية لدعم المواطنين، وذهبت إلى ما هو أبعد من واجباتها الإدارية، حيث أظهرت مستوى استثنائيًا من الالتزام والمسؤولية في دعم وإسناد المجتمع المحلي، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، ومعالجة الاحتياجات المتعددة لمواطنيها خلال هذه الأوقات العصيبة. ومع استهداف البنية التحتية للمدينة بشكل متكرر وتكثيف الضغوط الاقتصادية على سكانها، استجابت بلدية طوباس عبر تنفيذ تدابير استراتيجية مصممة ليس فقط لمعالجة ما دمره الاحتلال وإنما أيضًا لتعزيز قدرة المجتمع على الصمود في مواجهة الشدائد المستمرة. 

منشأة مدمّرة
3
منشأة مدمّرة
شخص مهجّر
15
شخص مهجّر
شخص تأثر بفعل العدوان
24198
شخص تأثر بفعل العدوان

تشكيل مجلس طوارئ


من أبرز الخطوات التي اتخذتها بلدية طوباس لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي تشكيل مجلس طوارئ مدينة طوباس، بعضوية ممثلين عن البلدية إلى جانب نشطاء مجتمعيين، وأكاديميين، وممثلين عن القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني. وتسعى البلدية من تشكيل هذا المجلس إلى تعزيز صمود المواطنين وحمايتهم، وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية لهم في ظل العدوان والحصار والإغلاق، إضافة إلى دعم دور الحكومة في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن تدمير البنية التحتية من قبل قوات الاحتلال، وإغلاق القرى والمدن، وهجمات المستوطنين التي تستهدف الأرض والمقدرات الوطنية.

توفير المأوى والمساعدات لعمال غزة
فتحت هيئات الحكم المحلي أبوابها لاستقبال العمال الفلسطينيين من قطاع غزة الذين كانوا يعملون داخل الخط الأخضر عند وقوع الحرب الأخيرة على القطاع ومُنعوا من العودة إليه، وقامت بلدية طوباس في هذا الخصوص بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية والشعبية لتوفير مسكن ومأكل ومشرب لهؤلاء العمال، أضف إلى ذلك التعاون مع أصحاب الأعمال وكبار المزارعين والتجار، لتوفير فرص عمل لعدد كبير من العمال، تأكيدًا على التزام بلدية طوباس بتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتوفير فرص العمل والعمل اللائق للجميع.

دعم الأسر المحتاجة وتوفير الخدمات الأساسية
واجهت العديد من الأسر الفلسطينية، تحت وطأة الحصار والإغلاق، أزمات اقتصادية خانقة حالت دون قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، بادرت بلدية طوباس، بالتعاون مع شركتي الكهرباء والمياه، بتقديم الدعم المالي والعيني لهذه الأسر. شمل هذا الدعم شحن عدادات الكهرباء والمياه مسبقة الدفع للاسر المتعففة والعمال المتضررين من فقدان العمل والموظفين الذين يتقاضون رواتب جزئية بنظام الدين كما وفرت البلدية، انطلاقًا من مسؤوليتها المجتمعية، خدمات الكهرباء والمياه مجانًا للأسر الفقيرة. ولتعزيز هذا الجهد، قامت البلدية بحشد التبرعات من أهل الخير لدعم هذه الفئة المهمشة. يعكس هذا العمل الإنساني التزام البلدية بدعم الفئات الأكثر ضعفًا وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع.

تشكيل لجنة مجتمعيّة: ترميم وصيانة المنازل والمحلات التجارية المتضررة


تعرضت مدينة طوباس، شأنها شأن بقية المدن الفلسطينية، إلى هجمات إسرائيلية أسفرت عن دمار واسع في المنازل والمحال التجارية. واستجابة لذلك، شكلّت البلدية لجنة مجتمعية لحشد الدعم الرسمي والشعبي لإعادة إعمار ما دمره العدوان. وبفضل جهود هذه اللجنة، تمكنت المدينة من ترميم وصيانة جميع المباني المتضررة، ليس فقط لإعادة الحياة الطبيعية لسكانها، بل أيضًا لتعزيز صمودهم وإيصال رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة البناء والصمود في وجه التحديات.

صيانة البنية التحتية


ولم تقتصر جهود بلدية طوباس على ترميم المنازل والمحلات التجارية، بل امتدت لتشمل إصلاح الشوارع والأرصفة والمرافق العامة التي تعرضت للتخريب على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه الأعمال الحثيثة كانت ضرورية لاستعادة الحياة الطبيعية لسكان المدينة وتسهيل حركة المرور فيها. وعلى نطاق أوسع، نسقت البلدية مع القطاع الخاص والوزارات المعنية لتوفير الآليات والمعدات الثقيلة لإزالة آثار العدوان وإعادة تأهيل البنية التحتية في القرى والمحافظات المجاورة مثل الفارعة، تياسير، ومدينة ومخيم جنين. هذه الجهود كانت ضرورية لإعادة الحياة إلى هذه المناطق التي تعرضت لتدمير واسع النطاق.

توفير المساعدات الطارئة والمواد الغذائية
أمام حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، أدركت بلدية طوباس الحاجة الملحة لتقديم الدعم الإنساني للأسر المتضررة التي فقدت مصدر رزقها. وبهذا الوعي، بادرت البلدية بتنفيذ خطة لتوزيع سلال غذائية ومساعدات عاجلة على العمال الذين فقدوا وظائفهم، والأسر الفقيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين. هذه المبادرة الحيوية ساهمت في تخفيف المعاناة عن كاهل هذه الفئات، وضمان حصولها على الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة. أدركت بلدية طوباس الحاجة الملحة لتوفير سلات غذائية ومساعدات طارئة للعائلات التي فقدت مصادر دخلها نتيجة العدوان الإسرائيلي. واتخذت البلدية خطوء اجرائية تمثلت في توزيع هذه المساعدات على العمال الذين فقدوا عملهم، وعلى الأسر الفقيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين في مدينة طوباس. هذا الدعم كان حيويًا لتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل هذه الأسر وضمان توفير احتياجاتها الأساسية.

إعادة تأهيل الطرق

وفي مواجهة الإغلاقات المتكررة للطرق والحواجز العسكرية التي فرضتها سلطات الاحتلال، بادرت بلدية طوباس، بالتعاون مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص، إلى ترميم وتطوير طريق طوباس – سلحب – ابزيق – بردلة. هذا الطريق الحيوي، الذي يمثل شريان حياة لسكان المنطقة، أصبح ضروريًا بشكل خاص في ظل إغلاق حاجزي تياسير والحمرا. وقد نجحت البلدية في تأهيل هذا الطريق لضمان استمرار الحركة والتنقل، وتلبية احتياجات السكان الاقتصادية والاجتماعية.

المشاركة في الاحتجاجات الدولية


وإلى جانب جهودها المحلية، شاركت بلدية طوباس أيضًا في المناصرة الدولية. حيث شارك رئيسها وأعضاؤها في مظاهرات ووقفات احتجاجية على المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في لندن ومدن بريطانية أخرى. وتهدف هذه المشاركات لرفع مستوى الوعي بالفظائع التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني، وتأتي كجزء من جهد أوسع لتعزيز العلاقات الدولية وبناء الدعم العالمي للقضية الفلسطينية.

من خلال هذه المبادرات الشاملة، أظهرت بلدية طوباس التزامها الثابت بحماية ودعم سكانها في مواجهة تداعيات العدوان، ومعالجة الاحتياجات الفورية الناشئة من ناحية، وتضع الأساس لمجتمع أكثر مرونة وقدرة على الصمود من ناحية أخرى.